كيفية إنشاء استراتيجية رقمية تسويقية فعّالة:
تعد الاستراتيجية الرقمية الفعالة جزءًا أساسيًا من العمل الناجح؛ ومع ذلك نجد الكثير من الشركات التي لا تمتلك
استراتيجية رقمية وليس لديها أهداف تسويقية واضحة.
يكمن بناء استراتيجية رقمية تسويقية قوية أساس أي عمل مزدهر وقوي تنافسياً.
نظرًا لأنه قد يتم خلط المصطلحات في بعض الأحيان، فلنوضح أولاً ماهية استراتيجية التسويق:
تشير استراتيجية التسويق إلى خطة الشركة الإجمالية لجذب العملاء من خلال الربط بين الفوائد المقدمة
من المشروع/ الشركة و الميزات التي تجعله مختلفاً عن غيره.
تعتبر الاستراتجية الصورة الكبيرة لرؤية الشركة التي تنوه بخطة التسويق، والتي تتناول الإجابة على السؤال:
ما هي التكتيكات التي ستستخدمها لتحقيق أهدافك الاستراتيجية للشركة؟
ما هي أهمية الاستراتيجية الرقمية؟
إذا سألت معظم مالكي الأعمال التجارية ما الذي يريدون الخروج من موقعهم على الويب، فإنهم عادة ما يجيبون
بأنهم يريدون بيع المزيد. قد يرغبون في بيع المزيد من الأشياء المادية أو أكثر من الخدمات التي يقدمونها أو قد يكون
الهدف تقوية العلامة التجارية وما إلى ذلك ، لكنهم بالنهاية يريدون بيع المزيد.
ومع ذلك ، إن معظم الشركات ليس لديها موارد “غير محدودة” وقد ترغب في بيع شيء أكثر من شيء آخر.
لذلك تحتاج الشركات إلى استراتيجية رقمية تسويقية، تساعد الاستراتيجية الرقمية الفعالة في تخصيص الجهد
واستغلال الموارد بنجاح لتحقيق أهداف العمل وتحقيق الزيادة المرجوة في المبيعات وتنظيم العمل ككل.
لتتمكن من وضع خطة عمل ممتازة، تحتاج أولاً إلى التأكد من قيامك ببحث شامل في جميع جوانب الشركة
والعوامل التي تؤثر عليها سواء من داخل الشركة أو من المحيط الخارجي، لذلك قمنا بتجميع
قائمة من سبع نقاط عمل مفيدة تساعدك ببناء استراتيجية تسويقية فعالة:
1- قم بإجراء تحليل SWOT:
ابدأ بعمل تحليل SWOT لتحديد نقاط القوة والضعف، الفرص والتهديدات لمشروعك.
تعتبر هذه المرحلة من أهم مراحل عملية التخطيط، بحيث أنها توضح بشكل أو بآخر جميع الخطوات الرئيسية التالية
الموضحة أدناه. ولتجنب التجيّز أو محدودية وجهات النظر، يمكنك إشراك عدد من فريقك للمساهمة بالتحليل بشكل أفضل.

امتلاك رؤية واضحة لما تتقنه وتفضله على الأكثر، والمجالات التي تحتاج لتحسينها، تحديد العوامل الخارجية
التي تمثل الدافع وراء وجود مشروعك، أو من ناحية أخرى، العوامل التي لديها القدرة على وضع مشروعك في مخاطرة،
جميع هذا سيزودك بالأدوات المناسبة لبناء استراتيجية رقمية تسويقية فعالة.
2- تحديد قيمة الشركة في ذهن العملاء (التمركز) – Company value proposition:
تُستمد استراتيجية التسويق الرائعة من قيمة الشركة في ذهن العملاء، والذي تتضمن نقاط القوة الرئيسية
( التي تم تحديدها في تحليل SWOT) بالإضافة لاختلافاتها وميزاتها التنافسية، بدلاً من أن يتم انشائها من الصفر.
تحديد ودراسة قيمة الشركة المتمركزة في ذهن العملاء هي في الغالب خطوة يجب أم تستثمرها في معظم
الوقت والموارد، حيث أنها واحدة من اهم عوامل التحويل، كما أنه ممكن أن تصنع الفارق في جذب العملاء
واتمام البيع أو خسارته.
يمكنك البدء من خلال تحديد مزايا العميل الرئيسية وما هي القيمة التي يجلبها منتجك/خدمتك للعميل،
يليها تحديد الميزات التنافسية لديك.
يمكن القول بأن أفضل قيم الشركة في ذهن العملاء يجب أن تكون واضحة، وتركز على حل مشكلات العملاء
وتقديم الفائدة لهم.
3- تحديد أهداف استراتيجية التسويق:
تقوم الشركات بالوصول لغاياتها وتحقيقها من خلال تحديد الأهداف.
فمن خلال تحديد الأهداف يمكنك تحديد نتائج قابلة للقياس، والتي سيتم تحقيقها في اطار زمني معين،
كما أنها تساعدك على تقييم نجاح وفعالية استراتيجية تسويقية معينة.
وجود أهداف واضحة يساعدك أيضاً على مواءمة التوقعات والخطط، وتنسيق الجهود ومساءلة الفريق
عن تحقيقالنتائج المرجوة.
عند تجميع اهدافك الرئيسية، تأكد من أنها تفي بالمعايير التالية:
– محددة
– قابلة للقياس
– لديها اطار زمني للتنفيذ
احرص على إعادة تقييم أهدافك كل ستة أشهر، وقم بإجراء تغييرات إذا لزم الأمر، واجعلها مقياسك الرئيسي للنجاح.

4- أدرس عملائك جيداً :
لتضمين احتياجات العملاء والسعي لحل مشكلاتهم من خلال استراتيجية التسويق الخاصة بك، فأنت بحاجة
أولاً لفهم جمهورك المستهدف تماماً.
في مجال التسويق، كان هناك الكثير من الضجة حول التركيز على العملاء، وهي استراتيجية لمواءمة منتجات
وخدمات الشركة بشكل أساسي مع احتياجات عملائها الأكثر قيمة.
خلال بحث العملاء وسعيهم للتعرف على خدمات ومنتجات الشركات، بدأ المسوقون في الاعتماد بشكل أقل
على طرق البحث التقليدية في السوق، مثل الدراسات الاستقصائية أو التركيز على المجموعات، وأصبحوا يهتمون
أكثر للمنصات والأدوات الذكية عبر الانترنت التي تخبرهم بكل شيء عن الخصائص السكانية لعملائهم وسلوكهم
عبر الانترنت والمحادثات.
وفقاً لبحوث كثيرة، فإن استخدام تحليل شخصية المشتري قد جعل المواقع الإلكترونية أكثر فاعلية مرتين
إلى خمس مرات وأسهل في الاستخدام من قبل المستخدمين المستهدفين.
إذا كنت لا تعرف من تقوم بالتسويق إليه، فلن تتمكن أبدًا من تنمية وتوسيع مشروعك – بينما تساعدك شخصيات
المشتري على القيام بذلك.
شخصيات المشتري هي دراسات وملفات تمثل عملاءك المثاليين. من خلال إنشاء شخصيات المشتري الخاصة بك،
ستتمكن من تكييف جهودك التسويقية للتفاعل مع جمهورك المستهدف وتلبية احتياجات عملائك، وزيادة مبيعاتك
بحيث تسوّق للفئة الأكثر اهتماماً بمجالك.
تتضمن عملية إنشاء شخصيات المشتري جمع نظرة ثاقبة من منصات مختلفة مثل تحليلات الموقع
وقنوات التواصل الاجتماعي وتعليقات العملاء وكذلك المحادثات الفعلية مع العملاء المحتملين.
عند البحث عن الأشخاص وبناء شخصية المشتري الخاصة بك، انظر إلى خلفياتهم الفكرية وتفضيلاتهم وتفاصيلهم
السكانية ، وبناءً على ذلك ، حدد الطريقة الأنسب للتواصل معهم ، والقنوات التي يفضلونها ، وأسلوب ونبرة الصوت،
والمحتوى الذي يفضلونه .. إلخ.
باستخدام بيانات أبحاث السوق الخاصة بك ، قم ببناء شخصياتك المشتري بناءً على هذه السمات
(التي يمكنك استخدامها أيضًا لإجراء أبحاث السوق في المقام الأول):
– الاسم: إعطاء اسم شخصيتك سيساعد على إضفاء الطابع الإنساني عليها.
– الأهداف: زود شخصيتك بهدف يعتمد على المنتج أو الخدمة التي تقدمها، وبالطبع النتائج التي توصلت إليها البحوث
أو الاستقصاءات.
– التحديات: حدد التحديات التي تواجهها شخصيتك لتحديد كيف يمكنك مساعدتهم.
– الهوايات والاهتمامات: ستساعدك هذه المعلومات في الحصول على رؤية أفضل لقاعدة عملائك وما الذي يجعلهم
يهتمون لمنتجك/خدمتك.
– الأولويات: اكتشف ما هو مهم لشخصيتك فيما يتعلق بعملك.
5- تحليل السوق والمنافسين:
لقد توصلنا إلى أن استراتيجية التسويق الذكية هي خطة عملية للشركات، تساعدهم على الازدهار والتميز
في سوق مليء بالمنافسة.
ولكن للوصول إلى هذا المستوى، فأنت بحاجة إلى معرفة خبيرة بما يحدث في السوق وماذا يفعل المنافسون؟
ما هي صعوباتهم؟ من وماذا يعمل لصالحهم؟ ما هي نقاط ضعفهم؟
مرة أخرى، المعلومات قوة. استخدم منصات ذكية، مثل Brandwatch ، للإجابة على جميع الأسئلة أعلاه والتعرف
على منافسيك.
الحفاظ على أذنيك وعينيك مفتوحة لما يحدث في صناعتك أمر هام جداً في مساعدتك في تحديد الثغرات الموجودة
في السوق ، والاحتياجات التي لا يتم الوفاء بها ، والإحباطات المشتركة ، أو الاتجاهات والأفكار المبتكرة.

6- إنشاء أساليب التسويق الخاصة بك:
اعتمادًا على جمهورك المستهدف، ستحتاج إلى اختيار أفضل أساليب التسويق لشرح رسائل علامتك التجارية
وتعليمها وإبلاغها.
اكتشف أين يعيش جمهورك (ما هي القنوات الاجتماعية التي يفضلونها والمدونات والمواقع والمنتديات وما إلى ذلك)
واستخدم هذه المعلومات لصالحك للوصول إليها.
من المهم بنفس القدر تحديد مجالات التسويق التي ستركز عليها في مرحلة مبكرة على الاهتمام ومقدار الوقت
والميزانية اللذين ستنفقهما على الإعلان، العلاقات العامة، تسويق المحتوى، تحسين محركات البحث،
إدارة المجتمع والأحداث .. إلخ.
7- تحديد مؤشرات قياس الأداء والنتائج:
أخيرًا ولكن ليس آخراً: قس نتائجك. في عالم اليوم الرقمي، لا يوجد نقص في البيانات ، لذا تأكد من استخدامها.
مثلما فعلت تماماً عند إنشاء شخصيتك للمشتري ورحلة عميلك، وسحب البيانات من موارد مثل أدوات Google Analytics
وأدوات مشرفي المواقع webmaster tools، وطلب تقارير من الإدارات الرئيسية لفهم ما هو فعال وما هو غير مفيد.
من خلال قياس نتائجك ، ستتمكن من معرفة كيفية بناء المحتوى والحملات التي حققت أعلى ترافيك ومعدل تحويل
للعملاء وشجعت على المشاركة، تعلم من أخطائك حتى تتمكن من جعل استراتيجيتك الرقمية أكثر ذكاءً وأقوى وأكثر نجاحًا.
مُترجم بتصرف من: digitalmarketinginstitute و brandwatch