ريادة أعمال

كيف تنجح في قيادة فريقك وتكسب ثقته بفترة قصيرة؟

كيف تنجح في قيادة الفريق وتكسب ثقتهم بفترة قصيرة؟

في  قصة حية يرويها الكاتب ورئيس الموارد البشرية لدى Gravity – بوبي باورز، يذكر فيها مرحلة ترقيته في عمله ليترأس فريقاً
ضخماً ويصبح مديراً على مديره، يوضح من خلالها كيف طبّق مفهوماً جديداً مكّنه من النجاح في إدارة فريقه باحترافية وكسب
ثقتهم، وهو ” التواضع بثقة”.
نقدم لكم في المقالة كيف تنجح في قيادة الفريق وتكسب ثقتهم بفترة قصيرة.

ما هو التواضع بثقة؟ وكيف يساعدك على النجاح كقيادي وإداري متميّز ؟

 

يقول بوبي : ” كنت في أول “عزلة انفرادية” – عندما أتيحت لي الفرصة لأخذ قسطٍ من الراحة وإعادة شحن طاقتي في عطلة
نهاية الأسبوع، حيث يمكنني القراءة، الكتابة، التأمل، الصلاة والمشي في الطبيعة. ومع أنه كان يجدر بي قضاء هذه العطلة في
الاسترخاء فقط، إلا أنني كنت مشغول البال في التفكير والتخطيط.

عندما تم تحديد موعد رحلتي قبل شهرين، لم أكن أتوقع أن يوم الجمعة الذي غادرت فيه من أجل قضاء هذه العزلة سيكون
يومًا محوريًا في حياتي المهنية!

في صباح ذلك اليوم، كانت الشركة التي أعمل بها قد عينتني -وقد كنت الأصغر سنًا- مديرًا جديدًا لها. لقد كنت بالأمس
أقود 12 شخصًا فقط! أما الجمعة، فإن فريقي أًصبح يضم 160 شخصًا من مختلف القارات. لقد تم ترقيتي درجتين في السلم
المؤسسي لشركتنا… وبذلك فقد أصبحت مدير مديري في العمل.

بعد يوم مليء بالتهاني والتبريكات، انطلقت إلى سيارتي وقضيت ساعتين في القيادة إلى الكابينة الجبلية ليلة الجمعة.
حتى استلقيت على كرسيّ هناك وبدأت أتساءل: “كيف لي أن أقود هذا الفريق الجديد؟!” خصوصًا وأن معظم قادة الأفرقة
المختلفة الأخرى -الذين سأقودهم- قضوا مدة أكثر مني في هذه الشركة ويعلمون أكثر مما أعلمه عنها… حتى أن الأسباب
التي تجعلهم يثقون بي مديرًا عليهم قليلة!

الإثنين، موعد الاجتماع الأول مع الفريق الجديد. حسنًا، كيف يجدر بي التعامل معهم؟ هل أظهر بثقة وأثبت أني على قدر
من المسؤولية لقيادة الفريق؟ أم أبدو متواضعًا وأنتظر أحكام وآراء الآخرين علي؟

بما أنني أمرّ بالعشرات من كتب ريادة الأعمال سنويًا، فقد كنت أعلم بوجود آراء متعددة لمدارس مختلفة حول أساسيات القيادة،
وقد أجمع نصف مؤلفي الكتب على القول بضرورة ادّعاء المعرفة بالقيادة إلى أن تتقنها! بينما نصح النصف الآخر القادة الجدد
بانتظار كسب ثقة الموظفين الذين يقودونهم قبل إجراء أي تغيير محوري.
استغرق مني التفكير في هذا المأزق ساعاتٍ عدّة حتى تبادر إلى ذهني مصطلحًا جديدًا وهو “التواضع بثقة”.

 

ما هو التواضع بثقة؟

الواثق من نفسه يعلم ما هو داخل دائرة معرفته وما هو خارجها. كما ويبدو حديثه منطقيًا ومتزنًا ناتجًا عن خبرة وفهم واضح للأمور.
المتواضع يظهر اعترافًا بعدم معرفته الشاملة لكل شيء وأنه قد يخطِىء ويصيب. كذلك فإنه يسعى حثيثًا لفهم الآخرين والتعلم
منهم بطرح الأسئلة والإنصات إلى إجاباتهم عليها.
التواضع بثقة هو خليطٌ من هاتين الصفتين. حيث نستطيع تجنب الغطرسة (الثقة العالية) والسلبية (التواضع المُذِل).

يمنحك التواضع والثقة معًا فرصة تقييم ذاتك فيما لو كنت قادرًا على اتخاذ القرارات الصائبة. بمعنى آخر، فهو أن تتعلم من الآخرين
عندما يكونون هم الخبراء وأن تكون جريئًا فيما لو كنت أنت هذا الخبير.

 

وأشهر الأمثلة : بوب إيجر، المدير التنفيذي لديزني!

قيادة الفريق

 

قبل أن تستحوذ ديزني Disney على ABC، كان إيجر مديرًا تنفيذيًا في ABC Sports و ABC Television وكان قد طلب
منه في عام 1989 أن يشغل منصب مدير قسم الترفيه في تلفزيون ABC رغم خلفيته المعرفية الضئيلة في هذا المجال.
شاع وقتها أنه سيشغل منصبًا لا علاقة له فيه وهذا صحيح، في الواقع لقد كان إيجر خائفًا جدًا من استلام المنصب وفكر
في رفض الترقية تمامًا غير أن أصحاب الشركة دعموه وبينوا له ثقتهم فيه.

 

وبالنهاية، قام إيجر بقبول المنصب الجديد! ولكن، ما الذي كان يفكر فيه وقتها؟ لنرى:
“ماذا تفعل لو كنت في نفس الموقف؟ لا تدّعي المعرفة. كن متواضعًا ولا تدّعي معرفة شيء تجهله وإياك أن تجعل التواضع
ينسيك كونك قائدًا ومديرًا! اجعل الثقة والتواضع كلاهما هدفك ومنهجك. اسأل عما تود معرفته دون خجل أو تقديم اعتذارٍ عن
جهلك به واجتهد في توسيع معرفتك لتتعلم في أسرع وقت ممكن. وتذكر أن قوة حضورك وثقتك تتزعزع كلما ادعيت معرفة
شيء تجهله ولكن الثقة وروح القيادة تظهر لمّا تكن على طبيعتك غير متصنعًا.
إذًا فإن بوب إيجر ضد الرأي بوجوب “التظاهر بالشيء إلى أن تتقنه” إن الثقة الزائفة تعطيك وهجًا وألقًا مؤقت يزول بمرور الوقت
كما أن أعضاء الفريق يستشعرون عدم رقابة قائدهم.
ولذا فأعتقد أن إيجر اختار التوجه مع الرأي بضرورة التواضع بثقة في شغل المنصب الجديد في شركة ABC. كان عليه الاعتراف
بقلة الخبرة أحيانًا والتعلم من الغير أحيانًا أخرى وبذلك يستطيع اتخاذ القرارات الصائبة بثقة تامة.

 

كيف يكون التواضع بثقة لقيادة فريقك بشكل صحيح؟

” كيف يمكنك معرفة حقيقة تواضع شخص ما؟ ببساطة… المتواضع شخص ينصت بحذر” – وينتون مارساليز.

إليك بعض النقاط لتأخذها في الحسبان:

• لا تخجل من فجوات المعرفة خاصتك واجتهد لتملأها
• اسأل الآخرين حولك عن الأفكار والمقترحات التي قد تفيدك
• خذ النصيحة من أفواه الخبراء ولا تجادل
• أدل برأيك بثقة عندما تكن أنت الخبير والمسؤول الأول
• عندما تصبح جاهزًا واثقًا من نفسك ومعلوماتك وتحركاتك، ثق بأنك القائد الوحيد في المكان

ويُكمل:

بعد انتهاء رحلتي الانفرادية حددت موعد الاجتماع يوم الاثنين وأعلمت فريقي بجهوزيتي واستعدادي وحماسي لتولي
المنصب الجديد. وأخبرتهم بكثرة ما كان يدور في رأسي من أفكار وكيف رتبت ما أعرف مسبقًا وما أنوي تعلمه منهم.
ولا أخفي أني كنت قلقًا من فكرة إظهار جهلي في بعض الأمور عيانًا للجميع.

ولكني بعد هذه التجربة تعلمت أنك باحترام فريقك وقدراتهم تنل منهم التقدير ذاته. لا تدّعي أي شيء!

 

يمنحك التواضع والثقة معًا فرصة تقييم ذاتك فيما لو كنت قادرًا على اتخاذ القرارات الصائبة. بمعنى آخر، أن تتعلم من الآخرين
عندما يكونون هم الخبراء وأن تكون جريئًا فيما لو كنت أنت هذا الخبير.

يحب الموظفون اتباع الشخص الواثق وتقليد القائد في تواضعه. فاجمع بين الثقة والتواضع لتكن القائد الناجح الذي يبحث عنه
الجميع!

 

مترجم بتصرف من: medium

بواسطة: براءة أحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *