يفكر المدير العربي كيف يفرض سلطته على فريق عمله؛ فتأتيه أفكار لها علاقة بالسلطة المالية طواعية، كخصم الراتب،
إثر تأخر عن الدوام، أو التأخر في إنجاز مهام العمل. بينما والعالم من حوله يحتفل بتوزيع إيرادات على الموظفين، أو أسهماً،
كما تفعل الشركات الكبيرة سنوياً، مثل: (فيس بوك) و(يوتيوب)، إذ توزّع جزءًا من أرباحها على فريقها العامل.
يلجأ كبار المدراء إلى أسلوب العصا في التعامل مع الآخرين، وفي نهاية المطاف يخسرون الكثير، وعند وداعهم وتركهم العمل
لا تجد لهم مُؤازراً.
من مدة قريبة كنت في اجتماع مع إحدى الجهات، وجدت صورة لرجل عجوز فسألت عنه، قالوا: “هذا المؤسس، ولشدة حب
الشباب له وضعوا صورته في كل مكتب”. فسألت أحدهم: كيف أسرك في حبه؟، كانت إجابته مختصرة، قال: كان أخاً للكبير وأباً
للصغير، يسأل عن أحوالنا، ويهتم بحياتنا، وإن واجه أي عضو في الفريق مشكلة كان ينصحه بماذا يفعل. وهكذا أصبح في قلوبنا.
هناك عوامل كثيرة تجعل إدارتك أكثر إنتاجية، وأكثر حبًّا من قِبل فريقك. أولاً: التحفيز، وهو عامل مهم، خصوصاً في ظل وجود
فلسفة خاصة، مثل المكافآت، وغيرها من أساليب الممكن إتباعها.
كتب ادارية
من أكثر الكتب التي تأثرت بها إدارياً، كتاب “مدير الدقيقة الواحدة” لـ”لكين بلانشارد” و”سنبسر جونسون”، الكتاب لغته سردية
روائية، تحكي قصة مدير يعمل على ثلاثة مفاتيح في إدارة شركته الكبيرة، وهي: تحديد وكتابة الأهداف مع كل موظف
في دقيقة، وتهنئة وشكر كل موظف عند أي إنجاز في دقيقة، ومعاقبة أي سلوك خطأ من الموظف، وإعادة التصويت
في دقيقة.
بعد تجربة استخدام هذه الطريقة، ستحصل على نتائج أكثر بالتأكيد، وستزيد من تحفيز فريقك عمليًّا. لذا أنصحك بها.
بينما يرى “باتريك لينسيوني” في كتابه “هواجس مدير فذ”، أنظمةً رباعية تجعل مؤسستك ذات طابع عالمي،
فيدعو إلى التركيز أكثر على تماسك فريق عملك، وحدد أهدافك بوضوح، وكرر الرسائل الإدارية، واجعلها قيماً لدى فريقك،
وعزز فيهم الانتماء. وعند تقويمك الأداء، اسأل “ماذا أنجزت؟ وماذا ستنجز بعد؟ وكيف يمكن أن تتقدم؟”، واترك لهم حرية الوصول
إلى الأهداف، بتركيزك أكثر على الإدارة بالنتائج.
ليس مهمًّا بأي طريقة تدير فريقك، بل كيف تعزز عندهم الولاء، وتحفزهم على العمل. فاصنع معهم أحلامك، واجعلهم شركاء لك.