في السنوات الأخيرة، ركزت جُل اهتمامي على دعم رُوَّاد الأعمال، وتقديم خدمات كثيرة لهم، منها الإرشاد والتدريب. فالتوجه
العالمي يتجه اتجاه دعم ريادة الأعمال، بظهور الحاضنات وصناديق الاستثمار التي تمهد الطريق للوصول إلى الاستقرار
الاقتصادي. ولمثالٍ حيٍّ، عملتُ منذ فترة قريبة مع مؤسسة دالية، المميز في عملها، أنها تركز على استثمار الموارد المتاحة،
والاستفادة منها بتحويلها إلى منتجات، مثل إعادة النفايات واستخدامها في الديكور، واستخدام الخشب وغيره. وتحويل هذه
الموارد إلى منتجات ملموسة، من خلال دعم الشركات الناشئة التي تهدف إلى ذلك، وهذا النوع جديد من أنواع ريادة الأعمال.
حيث يلجأ العالم إلى الاستدامة في طرح الحلول، من خلال تتويج العصف الذهني بأفكار عملية، لذا ظهر مصطلح “ريادة الأعمال
الاجتماعية”، والتي تقوم على ابتكار حلول إبداعية، لتحقيق أثر اجتماعي، مثل بنك الفقراء. وبدأت بعض الدول العربية
بالاهتمام بهذا النوع من الريادة، بإنشاء الحاضنات والمسرعات، مثل حاضنة “تسامي” في السعودية، التي تعمل على إيجاد
حلول مستدامة للمجتمع.
ومن الرائع أن يتشارك المجتمع في التغلب على التحديات المجتمعية، من خلال التفكير الجماعي، وهو ما أُطلق في الأردن
قبل فترة مبادرة “مش مستحيل”، وفيها عكف المبادرون على التغلب على التحديات بجلسات عصف ذهني، والخروج بشركات
ناشئة تعمل على حلها.
وهناك المزيد من الأفكار التي يُشار إليها بالبنان، مثل شركة “slighter” اللبنانية، التي عملت على اختراع ولَّاعة ذكية، تدرب
المدخنين على الإقلاع عن التدخين، وهي موصولة بتطبيق يساعدك على تقليل عدد السجائر اليومية، وحساب المعدل اليومي
للسجائر.
يتطلب منا الدعم لثقافة ريادة الأعمال، وبدلاً من بحث الشباب عن الوظائف مع ارتفاع معدلات البطالة، أن يكون جزءاً من الحل،
من خلال تقديم حلول مبتكرة، على شكل منتج أو خدمة، وهدفها الربح المادي، و التأثير الاجتماعي. والمطلوب الآن من
الحكومات أن تهيئ البيئة المناسبة لانطلاق الشباب، من خلال توفير الدعم اللازم والتسهيلات المطلوبة، لإنشاء الشركات
الناشئة، والحفاظ على استمراريتها في ظل التحديات الاقتصادية المختلفة.