تحدث عن نفسك في ثانية

وأنت تشاهد حلقات “tedx” على “يوتيوب”، يصيبك الذهول والإعجاب من حجم الأفكار والمعلومات والقصص التي تشاهدها،
وكأنها لأول مرة. حيث يعتلي هذه المنصة أناس قد نعرفهم، ونسمع منهم أشياء تستحق النشر، فتجد أن لهذه المنصة
فلسفة خاصة في الإلقاء، نجد أن أغلب من يتحدثون عليها كأنهم “قارئون على يد شيخ واحد” -كما يقول المَثل-، يقدّمون
القصة المُلهمة بشكل سلس ولافت للانتباه، ويقف وراء هذه الفلسفة أسرار في العرض والإلقاء، وهذا ما يترجمه مصطلح
pitching، والذي يعني “كيف تقدم فكرتك في دقائق معدودة، وكيف تكون متحدثًا ملهمًا”.
التحدي الأكبر الذي يوجهك أحياناً، كيف تقدم ما تملك من مهارات ومعارف واتجاهات، في دقيقة أمام أحدهم، وأحيانًا
تتلعثم وأنت في مقابلة توظيف، وتعجز عن الحصول على تمويل لشركتك الريادية، لأنك لم تقنع المستثمرين بفكرتك الريادية
التي تستحق الدعم.
الكاتب “كارمن جالو” حلل أكثر من 500 محاضرة من محاضرات Tedx الشهيرة، واستنتج ثلاثة أسرار أساسية، من شأنها أن تجعل
حديثك أكثر إثارة وتشويقًا، وهي:
1- كن عاطفيًّا وتكلم بشغف واستخدام أسلوب السرد القصصي في حدثيك، لأن الناس تتذكر القصص أكثر من غيرها، وهي
التي تبقى عالقة في الذهن.
2- كن غير مألوف، واصدم من يسمعك بإحصائيات ومعلومات جديدة.
3- استخدم محتوى سهل التذكّر، فكل 18 دقيقة، أنت بحاجة إلى عمل مراجعة سريعة؛ حتى يستوعب العقل كم
المعلومات التي تطرحها.
لا تضيع وقتك، واستثمر كل المواقف، وتكلم عن نفسك، حتى وأنت تقابل شخصية مهمة في المصعد، تحدّث عن خبراتك
ومهاراتك، وتحدث عن نفسك، واعمل بمصطلح Elevator pitch، وفكرة هذا المصطلح “تحدث عن نفسك في أي فرصة
سانحة”.
تدرّب على الإلقاء بتصوير نفسك بكاميرا الهاتف، وحلل نقاط قوتك وضعفك، واطلب من أصدقائك تقييم عرضك، وكن جاهزا
لأي pitching قادم.
مهما كانت أفكارك مقنعة، فأنت بحاجة إلى أسلوب عرض لافت للانتباه، فاحرص على أن تكوّن أفكارك واضحة وجذابة، وثِق
بنفسك أكثر، وتحدث بشغف، فهذا العالم، لا يقبل الصامتين.