يروي الكاتب كيوساكي في كتابه الأب الغني والأب الفقير، الحوار المعتاد الذي يدور بين الأب وابنه بعد تخرجه من الجامعة،
حول الاستقرار المالي، فيطلب الأب الفقير من ابنه البحث عن وظيفة عمل، بينما يطلب الأب الغني أن يركز أكثر على فتح
شركته الخاصة، يبقى الكاتب حائراً ويأخذ بنصيحة أبيه الغني، ويمضي في طريق الأعمال، ويحقق نجاحات كثيرة، أوصلته
إلى الثروة والملايين.
بينما نحن نحتار أي طريق نسلك، خصوصاً في ظل الظروف الراهنة، ومحدودية فرص العمل الرسمية، بكل تأكيد كل الخيارات
صحيحة، ولكن تظلُّ معتمدة على مفهوم: هل تريد الأمان المالي، أم الحرية المالية؟
الأمان المالي كافٍ لتصل إلى الاستقرار، مع تراكم على كاهلك الديون. وبالحرية المالية، تحقق الثروة التي تريدها على الأقل.
وفي كتاب بعنوان “النموذج الرباعي للتدفقات النقدية” لنفس الكاتب، يصنف فيه الناس إلى 4 تصنيفات، وهم: موظف،
صاحب المهنة الحرة، صاحب مشروع، مستثمر.
ويقارن في طبيعة الحياة مع كل تصنيف من هؤلاء، فتجد الموظف وصاحب المهنة الحرة الأقل حظاً، نظراً لحجم الديون
المتراكمة عليهما. بينما صاحب المشروع والمستثمر، هما الأفضل حظًا، لوصولهما لشاطئ الحرية المالية.
الخيارات ليس صعبة، إنما تقف لها بالمرصاد تحديات كثيرة. فإذا التزمت في الوظيفة شعرت بالأمان أكثر. على الرغم من انعدام
الأمان لأي موظف في واقعنا الحالي، ففي أي وقت لابما تجد فيشة الراتب صفر، أو تمت إحالته إلى التقاعد. بينما صاحب
المهنة الحرة، يتغنى بتوافر السيولة المالية دائماً. بالنسبة لصاحب المشروع، فهو مهدد بإغلاق مشروعه إذا لم يعمل في
اليوم 16 ساعة على الأقل! ولم يجعل جل تفكيره في النهوض في مشروعه نحو شاطئ الأمان. بينما المستثمر قد يجد نفسه
مفلساً بين ليلة وضحاها.
و تبقى الأفضلية تعتمد على طبيعة الشخص وعلى طموحاته وأهدافه، وهل سيبقى موظفاً إلى أبد، عاملاً لدى الآخرين؟
أم يكون سيد نفسه، ويعمل لذاته؟.
محاولة الخروج من عنق الزجاجة، يحتاج للبحث عن أفكار ريادية، والتركيز عليها في شركاتنا الناشئة الجديدة، التي إن نجحت،
قد تغنينا عن الوظيفة المثالية التي نحلم بها.
متى سأعلن إفلاسي؟
06
سبتمبر